مع اقتراب انتهاء مرحلة السبات الشتوي، تدخل الأشجار في مرحلة التزهير التي تُعدّ من أهم وأدق مراحل دورة حياة الأشجار المثمرة. لضمان إنتاجية عالية وجودة ممتازة للثمار، لا بد من مراعاة التغذية السليمة طوال العام، بما في ذلك فترة ما بعد الجني، حيث تلعب العناصر الغذائية المخزنة دورًا كبيرًا في دعم الأشجار خلال فترة التزهير. في هذا المقال، سنركز على أهمية التخزين المغذي بعد الجني وأثره على التزهير، بالإضافة إلى تقديم توصيات التسميد المناسبة لهذه الفترة الحساسة.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!أهمية تخزين العناصر الغذائية في فترة ما بعد الجني.
بعد انتهاء موسم الحصاد، تدخل الأشجار في مرحلة استعادة النشاط وإعادة بناء مخزونها الغذائي. هذه العناصر المخزنة تلعب دورًا أساسيًا في:
1. دعم الأشجار خلال الشتاء : تضمن العناصر الغذائية المخزنة في الجذور والفروع استمرار العمليات الحيوية خلال فترة السبات الشتوي.
2. تحفيز النمو الربيعي : في بداية النشاط الربيعي، تعتمد الأشجار على العناصر المخزنة لتغذية البراعم، بدء التزهير، وتحفيز العقد.
3. تحسين صحة الأزهار والثمار : التخزين الجيد للعناصر الغذائية يضمن قوة ونوعية عالية للأزهار، مما يقلل من نسبة تساقط الأزهار والثمار الصغيرة.
العناصر الغذائية المخزنة ودورها في مرحلة التزهير.
1. الكربوهيدرات :
– تُخزن الأشجار الكربوهيدرات الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي في الجذور والسيقان.
– تُستخدم هذه الطاقة خلال فترة السبات وفي بداية موسم التزهير لدعم العمليات الحيوية.
2. البوتاسيوم (K) :
– يُخزن البوتاسيوم في أنسجة الأشجار بعد الجني لدعم انتقال العناصر الغذائية في الأشجار خلال فصل الشتاء.
– يساعد على تحسين جودة الأزهار وزيادة نسبة العقد عند استخدام المخزون خلال فترة التزهير.
3. الفوسفور (P) :
– يُعتبر الفوسفور عنصرًا حيويًا لتخزين ونقل الطاقة.
– المخزون الكافي من الفوسفور في فترة ما بعد الجني يضمن توافر الطاقة اللازمة للأشجار في بداية الموسم.
4. البورون والزنك :
– تلعب العناصر الدقيقة مثل البورون والزنك دورًا كبيرًا في تخزين المغذيات التي تُستخدم لاحقًا لتعزيز صحة الأزهار وزيادة نسبة الإخصاب.
– يساعد التخزين الجيد لهذين العنصرين على تحسين كفاءة التلقيح والإثمار.
5. النيتروجين (N) :
– يُفضل تخزين كميات معتدلة من النيتروجين بعد الجني لضمان قوة النمو الربيعي دون التأثير السلبي على التزهير.
نتائج التخزين الجيد للعناصر الغذائية على فترة التزهير الحالية.
1. تعزيز قوة التزهير :
تُساهم العناصر الغذائية المخزنة في دعم نمو البراعم الزهرية، مما يُنتج أزهارًا قوية وقادرة على مقاومة الظروف المناخية القاسية.
2. زيادة نسبة العقد وتقليل التساقط :
يؤدي توفر العناصر الغذائية الأساسية مثل البوتاسيوم والبورون إلى تحسين جودة الإخصاب وزيادة فرص العقد، مع تقليل نسبة تساقط الأزهار والثمار الصغيرة.
3. تحسين النمو العام للأشجار :
الأشجار التي لديها مخزون كافٍ من العناصر الغذائية بعد السبات تكون أكثر قدرة على النمو السريع في بداية الموسم، مما يعزز التوازن بين التزهير والنمو الخضري.
توصيات التسميد لفترة ما بعد الجني وأثرها الحالي.
1. تعويض العناصر المفقودة :
– بعد الجني، يُنصح بإضافة البوتاسيوم والفوسفور لتعويض العناصر التي استهلكتها الأشجار خلال موسم الإثمار.
– هذا يضمن تخزينًا جيدًا للعناصر المهمة لدعم الأشجار خلال الشتاء وبداية الموسم.
2. إمداد العناصر الدقيقة :
– يُوصى بإضافة رشاشات تحتوي على الزنك والبورون بعد الجني لتحفيز تكوين البراعم الزهرية وتحسين التخزين الغذائي.
3. التحكم في النيتروجين :
– يجب تقليل معدلات التسميد بالنيتروجين خلال فترة ما بعد الجني لتجنب تشجيع النمو الخضري المفرط على حساب تخزين الطاقة.
الاعتبارات المناخية والتربة :
1. الظروف المناخية : يجب اختيار توقيت التسميد بناءً على الظروف المناخية السائدة، حيث يكون الامتصاص أكثر كفاءة في درجات حرارة معتدلة.
2. نوع التربة : تختلف قدرة التربة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية بناءً على تركيبها، لذا يُفضل إجراء تحليل للتربة قبل وضع برامج التسميد.
تلعب العناصر الغذائية المخزنة في فترة ما بعد الجني دورًا حاسمًا في دعم الأشجار خلال فترة التزهير. من خلال التخزين السليم للبوتاسيوم، الفوسفور، العناصر الدقيقة، والطاقة، يمكن للمزارعين تحسين صحة الأزهار وزيادة فرص الإثمار. لذا، يُعد الاهتمام بالتغذية السليمة بعد الجني خطوة أساسية لضمان إنتاجية عالية وجودة ممتازة في الموسم القادم.