تُعتبر المبيدات الجهازية من الأدوات الأساسية في الزراعة الحديثة، حيث تساهم في حماية المحاصيل من الآفات والأمراض. يُمكن تطبيق هذه المبيدات عبر الرش على الأوراق أو عن طريق سقي الجذور مع المياه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تنتقل هذه المبيدات وتتحرك داخل النبات؟ لفهم ذلك، يجب أن نتناول الجهازين الرئيسيين المسؤولين عن نقل المبيدات داخل النبات وهما الجهاز الوعائي اللحائي والجهاز الوعائي الخشبي.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!1. الجهاز الوعائي اللحائي.
الجهاز الوعائي اللحائي هو نظام من الأنسجة يبدأ من الأوراق وينتهي في الجذور. يتمثل دوره الأساسي في نقل الغذاء الجاهز، الذي يتم إنتاجه من خلال عملية البناء الضوئي، إلى جميع أجزاء النبات. هذا النظام يلعب دورًا حيويًا في تدعيم النبات وضمان نموه السليم.
عندما يتم رش المبيدات على الأوراق، يتم امتصاصها في بداية الأمر عبر البشرة، ثم تنتقل إلى داخل الأنسجة وتصل إلى الجهاز الوعائي اللحائي. وبما أن هذا النظام يركز على نقل السكريات، فإن المبيدات التي تدخل إلى هذا النظام تتجه نحو الأنسجة التي تحتاج إلى الغذاء، وبالتالي يمكن أن تصل المبيدات إلى أجزاء بعيدة من النبات.
2. الجهاز الوعائي الخشبي.
على الجانب الآخر، نجد الجهاز الوعائي الخشبي الذي يبدأ من الجذور وينتهي في الأوراق. تتمثل وظيفته الرئيسية في نقل الماء والأملاح المعدنية من الجذر إلى أجزاء النبات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا الجهاز في تدعيم النبات ويساعده في مواجهة الظروف البيئية المختلفة.
عندما تُعطى المبيدات عن طريق سقي الجذور، تنتقل هذه المبيدات عبر الجذر إلى الجهاز الوعائي الخشبي. تُعتبر هذه الطريقة فعالة جدًا، حيث إن المبيد الذي يدخل الجذر يتحرك لأعلى إلى أجزاء النبات المختلفة. ومن المهم ملاحظة أن هذه الحركة تعتمد على سريان العصارة في النبات، والذي يكون عادةً في أعلى مستوياته عندما يكون النبات في حالة نشاط مرتفع.
3. انتقال المبيدات بين الأجهزة.
عند انتقال المبيد عبر الجهازين الوعائيين (الخشبي واللحائي)، يُمكن أن يتداخل النظامان، حيث يمكن أن ينتقل المبيد من أحدهما إلى الآخر. تتسبب قرب الجهازين من بعضهما في إمكانية انتقال المبيد، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا امتصاص للمبيدات على الأوعية أو هدم المبيد خلال تحركه.
ومن هنا، يمكن أن نستنتج بعض النقاط الهامة:
التركيزات العالية من المبيد: قد تؤدي إلى إعاقة وصول المبيد إلى الهدف نتيجة لإتلاف أنسجة اللحاء. فعندما يكون تركيز المبيد مرتفعًا، يمكن أن يتسبب في تلف الخلايا الحية داخل اللحاء، مما يقلل من فعالية المبيد.
الأوراق الحديثة: لا تنقل المبيدات إلى اللحاء بشكل فعال لأنها لا تنتج السكريات. لذلك، يكون انتقال المبيدات من هذه الأوراق نحو الجذور ضعيفًا، حيث إن الجذور عادةً ما تحصل على غذائها من الأوراق المتقدمة في العمر القريبة منها.
4. خطر المبيدات على الثمار والبذور.
تُعتبر الثمار والبذور المراكز التي يتجمع فيها السكر، وبالتالي يمكن أن تتجمع فيها المبيدات. يُعتبر هذا خطرًا على الصحة، خاصةً عند جمع الثمار، حيث يمكن أن تبقى بقايا المبيد في الثمار، مما يعرض المستهلكين لمخاطر صحية.
5. نشاط النبات وسريان العصارة.
عندما يكون النبات في أعلى نشاطه، حيث يكون سريان العصارة في اللحاء عالياً، تكون حركة المبيدات الجهازية سريعة جداً. هذه السرعة تعني أن المبيدات يمكن أن تصل إلى الأنسجة المستهدفة بشكل أسرع، مما يزيد من فعاليتها.
تعتبر عملية انتقال المبيدات داخل النبات عملية معقدة تتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك التركيزات المستخدمة من المبيد، ونوع الجهاز الوعائي الذي تنتقل من خلاله المبيدات. يُنصح دائماً بتوخي الحذر عند استخدام المبيدات، خاصةً بالقرب من وقت حصاد الثمار، لضمان سلامة المستهلك. كما يجب أن يظل المزارعون على دراية بكيفية عمل هذه الأنظمة لتعظيم الفائدة وتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام المبيدات.