في معظم أنواع النباتات مثل: عائلة الباذنجانيات، الحمضيات، الذرة ونباتات أخرى، تحدث ظاهرة “الولادة الحية” عند النباتات أو الإسم العلمي لها باللغة الإنجليزية: Vivipary In Plants.
هذه الظاهرة التي تصنف ضمن فيسيولوجيا النبات تبدأ عندما تدخل البذور مرحلة البلوغ قبل أوانها وتبدأ بالإنتاش داخل الثمرة الأم قبل أن تنفصل عنها، وذلك بسبب توفر عدة عوامل مناخية وفيسيولوجية ساعدت على ذلك، وفي بعض النباتات تتطور وتسقط نباتات صغيرة من الشقوق بحيث تكون جاهزة للنمو.
بعد ما تعرفنا على مدونة فلاح.كوم في المقالة السابقة على فطر الفيوزاريوم أو الذبول في الطماطم أسبابه وطرق مكافحته ، أردنا أن نعرفكم اليوم على ظاهرة علمية تصنف ضمن فيسيولوجيا النبات هي “الولادة الحية”عند النبات بمعنى إنتاش البذور داخل الثمار الأم والتي تحدث في بعض أنواع المحاصيل حيث تنبت البذور وتنمو من مواردها الخاصة بها نقصد بذلك: الرطوبة والعناصر الغذائية، بينما لا تزال مرتبطة بالنبات الأم.
أثبتت الدراسات بما في ذلك علم فيسيولوجيا النبات أن البذور تحتوي على نظام تسليم رائع للمعلومات الوراثية للأجيال الجديدة عند النباتات القادمة مسقبلا، تحتوي في شكلها الصغير على جميع المعلومات والطاقة والمغذيات اللازمة من أجل ضمان عيش الشتلات الصغيرة على سطح التربة وبدء الحياة كنبات مستقل بشكل آمن نسبيا. بالطبع، ليس كل شيء يسير دائمًا كما هو مخطط له حيث يمكن أن يفشل الإنبات لأسباب عديدة مثل: عوامل مناخية قد تغيرت، أو وجود أمراض أو نقص في الإمدادات الغذائية اللازمة حيث معظمها يحدث بهدوء ودون أي ضجة كبيرة، لكن في بعض الأحيان قد تنحرف العملية بطريقة أكثر وضوحًا وإثارة للإهتمام.
على سبيل المثال قد تنبت البذور الموجودة على الفراولة عند توفر شروط فيسيولوجيا النبات، بينما لا تزال الثمرة ملتصقة بالنبات الأم ، مما يؤدي إلى إرسال عشرات البراعم الخضراء من السطح الأحمر ، وإعطاء الثمرة المألوفة مظهرًا متحورًا وغريبًا غير مألوف ممن قبل.
يمكن أن ينبت الرشيم بشكل متصاعد في محاولة منه إختراق قشرة الفاكهة الحامضية، حيث تبدو مزعجة وكأنها شكل من أشكال الإصابة بآفة حشرية، يمكن أن يظهر أيضا سطح الطماطم في الانتفاخ والظهور بشكل مرعب بينما تندفع كرمات الطماطم الصغيرة للأعلى وللخارج من قلبها.
ولكن مهما بدت هذه التأثيرات غير سارة، فإنها نادرًا ما تكون نتيجة غزو طفيلي أو مرض غريب. كل هذه التطورات المذهلة هي أمثلة لظاهرة فيسيولوجية تعرف باسم vivipary ، مأخوذة من اللاتينية تعني “الولادة الحية”. إنها تنطوي على إنبات البذور قبل الوقت المخصص لها نتيجة نشاط هرموني سابق لأوانه، وهي ظاهرة نادرة نسبيًا ولكنها رائعة من المهم معرفتها.
من الممكن أنك صادفت في أحد الأيام أن الطماطم أو الذرة التي اشتريتها من السوق، خاصةً إذا تركتها في مكان رطب وحار لفترة من الوقت وتفاجأت حينها عند فتحها بإيجاد براعم بيضاء طرية بالداخل، خصوصا عند الطماطم حيث تظهر على شكل دودة بيضاء صغيرة، لكنها غالبًا ما تكون سميكة ومتينة عند الذرة.
فيسيولوجيا النبات إنتاش بذور الطماطم داخل الثمار vivipary فيسيولوجيا النبات إنتاش بذور الذرة vivipary
كيف تحدث ظاهرة Vivipary في علم فيسيولوجيا النبات ؟
حسب علم فيسيولوجيا النبات تحدث ظاهرة Vivipary عند النبات نتيجة نشاط الهرمون المسؤول عن الإنتاش النباتي الذي تحتوي عليه البذور بداخلها، لتوفر عوامل مناخية محيطة به ساعدته على نشاطه بصفة غير عادية، حيث في الأصل يعمل هذا الهرمون على منع عملية الإنتاش عندما تكون الظروف غير مواتية لذلك من أجل الحفاظ على النبات مستقبلا وضمان نموه، على سبيل المثال عند محصول الذرة يمكن أن يحدث هذا حيث عندما تتعرض لكثرة هطول الأمطار وتجمع المياه داخل قشورها.
هناك بعض الأنواع التي تفتقر إلى هذا الهرمون المثبط لعملية الإنتاش كجزء أساسي من استراتيجيتها الإنجابية، على سبيل المثال الفواكه التي تتطور في المناخات دون تغيرات موسمية كبيرة ، فإن التأخير في الإنبات يمكن أن يكون بلا فائدة إلى حد كبير، ولكن لأي سبب من الأسباب في علم فيسيولوجيا النبات، فإن البذور التي لا تحتوي على هرمون السكون قد تطورت لتنبت بينما لا تزال مرتبطة بالنبات الأم ، سواء داخل أو على سطح الثمار التي تستضيفها.
تأثير ظاهرة Vivipary في علم فيسيولوجيا النبات ؟
قد يبدو الأمر عجيبا في علم فيسيولوجيا النبات، لكنه لا يؤثر حقًا على جودة الثمار في حالة إن لم تكن لك نية في تسويقها، فهي ظاهرة فيسيولوجية رائعة وليست مشكلة، يمكنك إزالة البذور المنبثقة والأكل من حولها، أو يمكنك تحويل الموقف إلى فرصة تعليمية وزرع براعمك الجديدة في ظروف مناسبة لها، من المحتمل ألا ينمووا ليصبحوا نسخة طبق الأصل من النبات الأم، لكنهم سينتجون نوعًا من النباتات من نفس النوع، إذا وجدت بذورًا تنبت في النبات الذي كنت تخطط لتناوله ، فلماذا لا تمنحه فرصة لمواصلة النمو ومعرفة ما سيحدث؟
يمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في ووردبريس.