مقدمة.
من خلال تصفحنا لمواقع التواصل الإجتماعي من أجل متابعة كل ما يخص الفلاحة في العالم العربي ومتابعتنا لبعض الفلاحين في أماكن متفرقة، لاحظنا إهتمامهم مؤخرا بموضوع البذور الأصلية، وذلك لعدة أسباب منها: هي تعد مقاومة للتغير المناخي وتحفظ موروثا جينيا متميزا.
لماذا غير المزارعون نظرتهم نحو البذور المطروحة في السوق بقوة والتي تعد هجينة وأصبحوا مهووسين بالبذور الأصلية يا ترى؟
في الماضي كان معظم المزارعين، يعملون في كل موسم على تخزين جزء من محصولهم بطريقة خاصة حفاظا عليها من التلف والتي تحتوي على بذور أصلية، حيث تكون بطبعها محلية أي لكل منطقة جغرافية بذورها الأصلية الخاصة بها، لكي يستعملونها للبذر في المواسم المقبلة، لكن ومنذ أن بدأت الأسواق تطرح على المزارعين أصنافاً جديدة من البذور المهجنة والتي تكون معدلة وراثيا في المخابر جينياً، من أجل أن تمنح مردوادا وافرا ومستقرا من حيث الكمية والجودة نظرا لإحتياجات السوق وشروطه، وأيضا يعود إلى أسباب ديموغرافية، هذه الظروف تعد رئيسية في نقص الإقبال على البذور الأصلية.
رغم أن البذور الهجينة وافرة الإنتاج إلا أن المحصول يكلف المزارع كلفة مالية كبيرة بالمقارنة بالبذور الأصلية التي هي أقل كلفة مالية أي لا تتطلب الكثير من الأسمدة والأدوية لأنها أكثر مقاومة للآفات الزراعية وأقلّ حاجة للموارد المائية.
ما هي البذور الأصلية ؟
يهتم بها المزارعون الذين يبحثون ويلتزمون بتطبيق تعليمات الزراعة العضوية أو البيولوجية حيث تعد صحية لأنها لا تحتوي على مواد كيميائية ولا على أي تعديل وراثي على مستوى البذور لهذا تسمى البذور الأصلية، كما أنه من الغير المسموح بإستخدام المركبات المصنعة مثل: الأسمدة الكيميائية، المبيدات الحشرية وغيرها، كذلك الهرمونات والمواد الحافظة خلال جميع مراحل زراعتها و حصادها، البذور الأصلية تعد هي الأغلى ثمنا من باقي البذور في العالم.
البذور الأصلية لا يتم معالجتها مخبريا أي لا وجود لعمليات دمج للصفات الوراثية بينها وبين بذور خاصة بنباتات أخر، كما أن المردود يكون إنتاجه غير مستقر في بعض الحالات، أثبتت التجارب أن البذور الأصلية مقاومة أكثر مقاومة لبعض الأمراض، كما أن لها وقت محدد للنضج أي لا وجود للأصناف المبكرة والمتأخرة، كما ان نموهات يعد أقل إتساقا مقارنة بالبذور الهجينة، البذور الأصلية تكون أكثر إنتاجا وقاومة للآفات الزراعية في موطنها الأصلي، كما يمكن إستخدام منتوجها في إستخراج البذور منه وإعادة زراعتها من جديد.
ما هي البذور الهجينة؟
البذور الهجينة عبارة عن دمج لصفات وراثية بين نباتين أو أكثر، من أجل القيام بتحسينات من حيث الزيادة في المردود، و مقاومة الأمراض، والنضج المبكر ومن أجل نمو أكثر اتساقًا.
يوجد هناك عدة أنواع مختلفة من البذور والنباتات المهجنة التي يجب أن تكون على دراية بها، مثلا البذور الهجينة F1 تنتج عن طريق تهجين نباتين مع بعضهما البعض، بحيث تكونان ذات خصائص مرغوب فيها، بعد ذلك يتم تعزيز مميزاتها عن طريق التلقيح الذاتي، هذه العملية تستغرق مدة طويلة (عدة سنوات) لكي تصبح متماثلة وراثيا، يكون الجيل الأول من حيث النسل نباتات الأم متماثل من حيث اللاقحة “Zygote” على هذه الخصائص المرغوب فيها، غالبًا ما تكون محاصيل البذور الهجينة F1 ذات إنتاجية عالية و متشابهة في عدت خصائص مثلا سرعة النمو، نمو متجانس، كما أنها أكثر مقاومة للعوامل المناخية المختلفة.
أيهما أحسن البذور الأصلية أم البذور الهجينة؟
من عيوب إستعمال البذور الهجينة هة أن عند زرعها في المرة الثانية تعطي إنتاجا ضعيفا يختلف كليا مقارنة بالمحصول الأول الذي كان أفضل منه حيث تكون البذور الأصلية عكس ذلك حيث يمكن زراعة البذور الناتجة من المحصول عدة مراة، البذور الهجينة أكثر إستهلاكا للمادة العضوية والأسمدة والمياه كما من الواجب تتبعها من الجانب الصحي وإستعمال المبيدات في كل مرة، حيث تتفوق البذور الأصلية عليها في هذه النقطة.
البذور الهجينة معظم الشركات المتعددة الجنسيات تقوم بإحتكارها بحيث لا يمكنك الزراعة بدون اللجوء إليها أي في كل مرة عليك إقتناء بذور جديدة، أما البذور الأصلية فهي محلية لكل بلد فقد لاحظنا بعض المزارعين يحتفظون بها وقد توراثوها جيلا بعد جيل ومؤخرا مع التطور الحاصل خصص بعض المزارعون متاجر إلكترونية لبيعها والبعض الآخر انشأ مجموعات فايسبوك من أجل تبادل البذور الأصلية من أجل خلق تنوع في المحاصيل بذات البلد.
في وطني الجزائر أبدت الحكومة نيتها في إنشاء بنك للبذور الأصلية من أجل المحافظة عليها وخدمة للزراعة العضوية التي أصبحت ضرورية من أجل صحة الإنسان، تعرف على الزراعة العضوية من خلال موقع المنظمة العالمية للغذاء والزراعة FAO.