تُعد حماية الأشجار بعد تساقط البَرَد من أهم الأولويات التي يجب على الفلاحين الانتباه لها بعد كل موجة برد قوية، حيث أن البَرَد (الحَجَر) يُحدث أضراراً بالغة على الأغصان والأوراق والثمار، مما يجعل الشجرة عرضة للإصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية التي قد تؤدي إلى ضعفها أو حتى موتها.
1. لماذا تساقط البَرَد خطر على الأشجار؟
عند تساقط حبات البَرَد الكبيرة، فإنها تسبب جروحاً في الأغصان والساق، وتؤدي إلى تشقق قشرة الثمار، مما يفتح الباب لدخول المسببات المرضية كالفطريات والبكتيريا. كما أن هذه الجروح تُضعف مناعة النبات وتقلل من فرص الإنتاج في الموسم الحالي والمواسم القادمة.
2. أهمية التدخل السريع بعد العاصفة
بعد العاصفة مباشرة، يجب التدخل بسرعة لمعالجة الأضرار. الهدف الرئيسي ليس إنقاذ المحصول فقط، بل الحفاظ على حياة الشجرة نفسها. تأخير المعالجة قد يؤدي إلى تفشي أمراض مثل الشونكر والمونيليوز، التي تفتك بالأشجار المصابة في ظرف أيام.
3. رش المبيدات الفطرية: الوقاية خير من العلاج
ينصح المختصون برش مبيد فطري قوي فورًا بعد توقف العاصفة، مثل:
- ثيوفانات ميثيل
- سويتش
- كابتان
هذه المبيدات تقي من الأعفان وتمنع تطور الأمراض الناتجة عن الجروح، خاصة في البيئات الرطبة التي تعقب الأمطار.
4. قص الأغصان المكسورة ومعالجة الجروح
الأغصان المكسورة والجروح الكبيرة تمثل مدخلًا رئيسيًا للأمراض. يجب:
- قص كل الأفرع المتضررة بشكل نظيف باستخدام مقص معقّم.
- دهن الجروح الكبيرة بـ عجينة بوردو (مزيج من الجير والتوتيا أو النحاس).
هذا الإجراء يساعد في غلق الجروح ويمنع دخول الحشرات والفطريات.
5. تقوية الشجرة بالكالسيوم والأحماض الأمينية
الكالسيوم يلعب دورًا مهمًا في تقوية جدران الخلايا، خصوصًا في قشرة الثمار. لذلك يُنصح برش الكالسيوم على الأوراق والثمار بعد أيام قليلة من المعالجة الأولى.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل استعمال الأحماض الأمينية لمساعدة الشجرة على مقاومة الإجهاد البيئي وتحفيز النمو من جديد.
6. التغذية المتوازنة وتصريف المياه
من المهم تقديم تغذية متوازنة للأشجار بعد الصدمة، مثل:
- سماد NPK بنسبة متوازنة (مثلاً 20-20-20)
- عناصر صغرى مثل الزنك، الحديد، والمنغنيز
أما في حالة تعرض البساتين للفيضانات أو تشبع التربة بالماء، فمن الضروري العمل على تصريف المياه، و”نقش” الأحواض حتى تتنفس الجذور وتستعيد نشاطها.
نصائح إضافية للمزارعين
فيما يلي بعض التوصيات الإضافية:
- تجنّب دخول المعدات الثقيلة إلى التربة الرطبة حتى لا تتضرر الجذور.
- مراقبة يومية للأشجار المصابة، وإعادة الرش الوقائي بعد 10 أيام إذا استمر الطقس الرطب.
- تسجيل الملاحظات ومراقبة مدى استجابة الأشجار للعلاج.
متى تستدعي الحالة تدخل خبير زراعي؟
في حال وجود أعراض متقدمة على عدة أشجار مثل:
- ظهور بقع سوداء أو بيضاء على الجذوع
- ذبول مفاجئ في الأوراق
- تساقط جماعي للثمار
عندها يجب الاتصال بخبير زراعي مختص لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج الأنسب.
خاتمة: الوقاية والتخطيط هما الأساس
إن حماية الأشجار بعد تساقط البَرَد ليست فقط مسؤولية لحظية، بل جزء من إدارة بستان ذكية ومستدامة. كل إجراء وقائي تتخذه اليوم، يحميك من خسائر فادحة غدًا. كن دائمًا مستعدًا بالتجهيزات، المبيدات المناسبة، وخطة الطوارئ الخاصة بك.
إذا أعجبك هذا المقال ووجدته مفيدًا، لا تتردد في مشاركته مع زملائك الفلاحين، فالمعرفة الزراعية هي أساس النجاح والتطور.