

يشهد القطاع الفلاحي الجزائري اليوم تحولاً نوعياً مدفوعاً بتحديث التقنيات الزراعية، تأهيل الموارد البشرية، واعتماد الرقمنة كأداة أساسية لبناء نظام إنتاجي مستدام وقادر على ضمان الأمن الغذائي. هذه المرحلة من “العصرنة” ليست مجرد شعار، بل مسار استراتيجي يتطلب تضافر الدعم المالي، البحث العلمي، ووعي الفلاح.
الرقمنة: العمود الفقري لعصرنة الفلاحة.
تمثل الرقمنة قاعدة متينة للتحول، من إنشاء منصات وطنية لإدارة الأراضي إلى ربط الفلاح بالأسواق والبنوك وتسهيل إجراءات التمويل الأخضر. كما تسمح أنظمة الري الذكي ومراقبة التربة عن بُعد بتحقيق كفاءة مرتفعة في استخدام الموارد المائية والأسمدة، ما يزيد من المردودية ويخفض التكاليف.
مثلث العصرنة: الدعم + العلم + وعي الفلاح.
لتنجح عملية العصرنة لا بد من ثلاث ركائز مترابطة:
- الدعم: تسهيل التمويل وتشجيع المشاريع المستدامة والشركات الناشئة في مجال AgriTech.
- العلم: بحث تطبيقي يترجم نتائجه إلى تجارب ميدانية وممارسات قابلة للتعميم.
- وعي الفلاح: تدريب موجه ونشر التجارب الناجحة لتمكين الفلاح من تبنّي التقنيات الحديثة.
البحث العلمي والابتكار الميداني.
البحث التطبيقي هو الجسر بين المعرفة والتطبيق. يجب تعزيز التعاون بين الجامعات، مراكز البحث، والمؤسسات الفلاحية لإنشاء حقول تجريبية تختبر الحلول الجديدة قبل تعميمها، مع وضع برامج تمويل مبسطة لتشجيع اعتماد الابتكارات.
من أجل فلاحة ذكية ومستدامة.
بالرؤية الرقمية والتحليل المبني على البيانات، يمكن تخطيط إنتاج محكم يتلاءم مع تغير المناخ واحتياجات السوق. هذا النهج لا يرفع الإنتاجية فحسب، بل يصون الموارد ويخلق فرص عمل ويقوي الاقتصاد الوطني.
عصرنة القطاع الفلاحي الجزائري خطوة استراتيجية لا يمكن التراجع عنها. مع دعم مالي مناسب، بحث علمي فعال، ووعي متزايد لدى الفلاحين، يصبح تحقيق سيادة غذائية وفلاحة مستدامة أمراً واقعياً وواعدا.


