عند الحصاد ضبط البعد بين الدراس ومضاد الدراس للحفاظ على وزن ألف حبة (PMG)
تُعتبَر عملية الحصاد من أهم المراحل في دورة الإنتاج الزراعي، فهي المرحلة التي يتم فيها تحديد جودة وكمية المحصول النهائي. ومن بين أهم المعايير التي تُستخدم لتقييم جودة المحصول هو وزن ألف حبة (PMG)، والذي يعكس امتلاء الحبوب وسلامتها. عندما يكون هذا الوزن منخفضًا، تصبح الحبوب أكثر هشاشة وسهلة الكسر، ما يتطلب تدخلاً تقنيًا دقيقًا أثناء الحصاد، خاصة في ما يتعلق بضبط المسافة بين الدراس ومضاد الدراس في آلة الحصاد.
ما هو وزن ألف حبة (PMG)؟
وزن ألف حبة (PMG) هو مقياس يُستخدم لتحديد متوسط كتلة ألف حبة من محصول معين، ويُعبّر عنه بالغرام. يُعد هذا المؤشر أساسًا في حسابات الكثافة البذرية، وتحليل جودة الإنتاج، وحتى تحديد سعر البيع في الأسواق. كلما كان PMG مرتفعًا، دلّ ذلك على حبوب ممتلئة وسليمة، وكلما كان منخفضًا، دلّ على نقص في الامتلاء أو تعرض المحصول لضغط بيئي أو غذائي خلال مراحل النمو.
لماذا يجب ضبط المسافة بين الدراس ومضاد الدراس؟
تمر الحبوب خلال عملية الحصاد عبر نظام ميكانيكي يُعرف بالدراس ومضاد الدراس. يقوم هذا النظام بفصل الحبوب عن السنابل من خلال دوران أسطوانة معدنية واحتكاكها بشبكة معدنية معاكسة. إذا لم تكن المسافة بين هذين الجزئين مضبوطة بشكل دقيق، خاصة في حالة الحبوب الصغيرة أو الهشة، فإن خطر تكسير الحبوب يكون مرتفعًا جدًا. وهذا ما يؤدي إلى تقليل قيمة المحصول وزيادة نسبة الفاقد.
الإعداد الأمثل في حالة ضعف PMG
عندما يُلاحظ ضعف في وزن ألف حبة (PMG)، فإن التوصيات الفنية توجّه إلى اعتماد الإعداد التالي في آلة الحصاد:
- ضبط المسافة بين الدراس ومضاد الدراس لتكون 10 ملم عند المدخل (مقدمة الجهاز)
- وضبطها على 5 ملم عند الخلف (نهاية الدراس)
هذا التدرّج في المسافة يسمح بمرور الحبوب بلطف، ويمنع سحقها أو كسرها عند احتكاكها مع الأجزاء المعدنية. كما أن هذا الضبط يُعتبر مناسبًا لمعظم أنواع الحبوب ذات الوزن المنخفض أو الحجم الصغير مثل القمح القاسي في الظروف الجافة أو الشعير في سنوات الجفاف.
تأثير سرعة الدراس
إضافة إلى ضبط المسافة، فإن سرعة دوران الدراس تلعب دورًا أساسيًا في جودة الحصاد. في حالات وزن ألف حبة (PMG) المنخفض، يُنصح بتقليل سرعة الأسطوانة الدراسية لتقليل العنف الميكانيكي والاحتكاك الزائد الذي قد يتسبب في تكسير الحبوب. يمكن خفض السرعة بمعدل 10 إلى 15% حسب نوع الآلة والمحصول.
مؤشرات تدل على ضبط غير صحيح
في أثناء الحصاد، من الضروري مراقبة أداء آلة الحصاد ومخرجاتها. ومن بين المؤشرات التي تدل على أن ضبط الدراس ومضاد الدراس غير مناسب:
- ارتفاع نسبة الحبوب المكسورة داخل الخزان
- خروج سنابل غير مفرغة بشكل كامل
- سماع أصوات غير معتادة داخل الماكينة
- زيادة درجة حرارة الدراس بسبب احتكاك زائد
نصائح تقنية للفلاحين
لضمان حصاد ناجح وجودة عالية في المحصول، وخاصة في حالة انخفاض وزن ألف حبة (PMG)، يُنصح باتباع النصائح التالية:
- قم بقياس PMG قبل الحصاد لتقييم مدى الحاجة للتعديل.
- اضبط المسافة بين الدراس ومضاده حسب توصيات الصانع أو الخبراء.
- راقب ناتج الحصاد بشكل دوري للتحقق من جودة الحبوب.
- قلل من سرعة الدراس في المحاصيل ذات الحبوب الضعيفة.
- قم بصيانة دورية لأجزاء الدراس وتأكد من خلوها من التلف أو الاهتراء.
تأثير ضبط الدراس على القيمة السوقية للمحصول
جودة الحبوب عند خروجها من آلة الحصاد تلعب دورًا محوريًا في تحديد سعرها. فالمحاصيل التي تحتوي على نسبة عالية من الحبوب المكسورة أو المسحوقة تُعتبر من الدرجة الثانية أو الثالثة، مما يعني انخفاضًا في القيمة السوقية بنسبة قد تصل إلى 20-30%. أما المحاصيل السليمة ذات وزن ألف حبة (PMG) جيد وحبوب غير مكسورة، فإنها تُصنف ضمن الدرجة الأولى وتحظى بقبول أكبر في السوق المحلي والتصديري.
الفرق بين الحصاد في القمح والشعير
رغم أن المبادئ العامة واحدة، إلا أن القمح أكثر حساسية من الشعير فيما يتعلق بالكسر والتلف. لذلك فإن عمليات الضبط تكون أكثر دقة عند حصاد القمح، خصوصًا القمح اللين. في المقابل، الشعير يتميز بصلابة نسبية في القشرة لكنه يتأثر في حالة وجود رطوبة زائدة أو إذا تم ضبط الدراس بشكل عدواني.
تُعد عملية ضبط الدراس ومضاد الدراس عنصرًا أساسيًا في نجاح الحصاد، خصوصًا عند التعامل مع محاصيل ذات وزن ألف حبة (PMG) منخفض. الإعداد الصحيح، المصحوب بالمراقبة الدورية والضبط المناسب لسرعة الدراس، يُمكّن الفلاح من تقليل الخسائر، والحفاظ على جودة الحبوب، وزيادة العائد الاقتصادي من الموسم. لذلك ننصح جميع الفلاحين باعتماد الممارسات التقنية السليمة والرجوع إلى التوصيات الفنية المعتمدة في كل مرحلة من مراحل الحصاد.