بعد التطور الهائل للتكنولوجيا الذي يزداد يوما بعد يوما، والعدد الهائل من البشر المهتمين بعدة مجالات في هذه الحياة، ظهرت خدمة مقدمة عبر الأنترنت المتمثلة في الخدمات الإستشارية في عدة مجالات: كالصحة، المالية، ريادة الأعمال، الإقتصاد، التسويق وغيرها، حيث يسعى إلى تقديم هذه الخدمة مستشارين محترفين يلجؤون إلى إستخدام التقنيات الحديثة حسب المجال الذين ينشطون فيه.
كذلك المجال الفلاحي حيث أصبح معظم الفلاحين والمزارعين يطلبون معلومات تخص نشاطاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق عليها إسم “الإستشارة الفلاحية” حيث يقومون بنقل معطيات إلى مستشاريهم من أجل الحصول على الحلول المرجوة، حيث أصبح من الشائع لديهم طلب المساعدة عن طريق طرح أسئلة غير دقيقة وأحيانا مبهمة بإستعمالهم ألفاظا محلية و عدم لجوئهم للمصطلحات العلمية المتعارف عليها، في حالة عجزهم عن الوصف يقومون بتصوير الحالة المراد تشخيصها التي تظهر على : النبات بالدرجة الأولى، التربة، الماء، الحيوان .. إلخ، كذلك يقومون بطلب برامج تسميد لزراعات محددة، نصائح تخص بعض المنتجات الفلاحية مثل: البذور، المبيدات والأسمدة وغيرها.
من خلال هذه المقالة أريد أن أطلعك على عشر أمور من أجل نجاح إستشارتك عن طريق الأنترنت أرجوا أن تصبح متداولة بين الجميع لتسهيل الأمور وتفادي المغالطات.
أولا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول المناخ.
الحصول على معطيات تخص المناخ وحالات الطقس، من مصادر موثوقة وصحيحة أمر مهم في تقديم الإستشارة الفلاحية، كون المناخ يؤثر على كل العوامل المرتبطة بالزراعة كالتربة، الماء، الكائنات الحية ونشاطها حتى ولو كانت دقيقة، كما أن المعلومات التي تخص المناخ تلعب دوارا في إتخاذ قرارات تخص المستقبل الزراعي ومدى نجاحه بالإعتماد على أسس علمية بحتة، مثل زراعة أصناف محددة من النباتات أو التنبأ بظهور آفات زراعية عند توفر عوامل مناخية محددة أو حتى برمجة برنامج سقي مناسب يتماشى مع المعطيات المناخية المتوقعة مستقبلا، بالإضافة لكل هذا فإن دراسة المناخ يلعب دورا هاما في مراقبة الصحة النباتية وتوقع المردود قبل مواسم الجني.
ثانيا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول التربة.
التربة تعد مهد كل الزراعات تقريبا، إذن طلب معلومات تخص التربة الزراعية لتقديم الإستشارة الفلاحية الصحيحة أمر لا بد منه، أفضل مرجع يمكن الإعتماد عليه في الحصول على معلومات وافية ودقيقة تخص الحالة الفيزيائية والكيميائية وحتى البيولوجية هي عن طريق تحليلها مخبريا، حيث يمكن بعد ذلك تطبيق برنامج التسميد الملائم لكي تتعرف كيف يتم ذلك ننصحكم بمطالعة هذه المقالة، التعرف على الأنواع والأصناف النباتية الملائمة للتربة، كذلك في حالة وجود خلل على مستواها تسهل عملية التدخل لمعالجة الأمر.
ثالثا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول مياه السقي.
الماء يعد منبع كل حياة على وجه الأرض، فتحصيل معلومات عنه حول خصائصه الكميائية والفيزيائية لاسيما من حيث درجة الحموضة و درجة الملوحة والتأكد من خلوه من العناصر الكيميائية السامة أمر ضروري جدا من أجل تقديم الإستشارة الفلاحية السليمة، بعدها يمكن التحدث على أنظمة الري المطبقة أو المراد تطبيقها مستقبلا من أجل أن تكون صالحة للزراعة، وبرامج السقي المناسبة للزرع من أجل تفادي أعراض الإجهاد والأمراض لاسيما الفطرية منها، كما أن المعلومات المقدمة التي تخص المياه عند ضبط برنامج التسميد مفيدة جدا و لا يمكن الإستغناء عنها.
رابعا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول النبات المزروع.
تقديم معلومات حول النوايا الزراعية المستقبلية أو معلومات تخص النبات المزروع من حيث النوع،الصنف، الكثافة الزراعية أو البعد بين النباتات، المساحة المزروعة وعمر النبات أمر هام بالنسبة للإستشارة الفلاحية حيث تبنى عليها أساسا، حيث ينصح بطلب وثيقة بها معلومات مفصلة عن النباتات عند إقتناءها من عند المشاتل أو أحد البائعين وتقدم عند كل طلب سواءا كان مستشارين أو مهندسين أو تقنيين زراعيين.
خامسا : الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول المبيدات.
معرفة المبيدات المستعملة سابقا ومدى نجاحها في المقاومة تعطي فكرة على نوع الآفات الزراعية المتواجدة في المنطقة، كما ترسم صورة مستقبلية لتعيين بدائل مقاومة أخرى في حالة فشلها أو نقص فعاليتها، كما يلجأ جل الإستشاريين إلى تقديم أسماء تجارية لمبيدات متوفرة محليا ومع مراعات الجانب البيئي و المادي للمستثمر.
سادسا : الإستشارة الفلاحية تعتمد على معلومات كافية حول التاريخ الزراعي.
التاريخ الزراعي مهم جدا في تقديم الإستشارة الفلاحية الإحترافية حيث تعد هامة من حيث : معرفة توفر المادة العضوية في التربة وحتى إمدادات الآزوت في بعض الحالات قبل ظهور نتائج تحاليل التربة، كما تعد مهمة في تطبيق دورة زراعية ناجحة من أجل التقليل من آثار الآفات الزراعية مستقبلا، ومن أجل مردود وفير ولدواعي مؤدية للسلامة البيئية.
سابعا : الإستشارة الفلاحية تعتمد على قدرة الفلاح في إيصال المعلومة بشكل صحيح.
عند غياب أحد وليس كل مصادر المعلومات خصوصا التي تخص المناخ، التربة، المياه، المبيدات، الماضي والمستقبل الزراعي، ينبعي على الفلاح الذي يطلب إستشارة أن يبذل قصارى جهده في وصف الحالة بالتدقيق لكي يتسنى لمقدم الإستشارة فهم الموضوع كاملا، كما عليه تجنب إستعمال الصور والفيديوهات الغير واضحة في بعض الحالات لأنها غير مجدية وعواقبها وخيمة.
ثامنا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على معرفة القوانين والأحكام السارية المفعول في المنطقة.
معرفة القوانين والأحكام السارية المفعول في منطقة أو بلد ما أمر هام جدا، خصوص في حالات التسميد حيث تمنع بعض المواد أو يتم إستعمالها بموجب قانون خاص أو نوع من الزراعات التي قد لا تكون مناسبة من الناحية البيئية أو الإنسانية.
تاسعا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على قدرة الفلاح عل تطبيقها.
على الإستشارة أن تكون ملائمة للإمكانيات المتوفرة عند الفلاح من سيولة مالية و عتاد، كما أنه عند تقديم الإستشارة وجب إرفاقها مع شروط الصحة والسلامة الإنسانية والبيئية.
عاشرا: الإستشارة الفلاحية تعتمد على قدرة مقدميها عل فهم وتحليل كل المعطيات السابقة من أجل تقديم الحلول السهلة والناجعة.
الإستشارة الفلاحية تعتمد على قدرة مقدميها عل فهم وتحليل كل المعطيات التسع السابقة المقدمة إليهم ووصولها في وقتها و في أحسن الظروف بشكل دقيق وواضح أمر هام لابد منه من أجل دراسة الحلول المقترحة وتعيين أفضلها وتقديمه بشكل إستشارة فلاحية ترقى للتطلعات طالبها.
كما أدعوا من هذا المنبر إلى عدم التخلي عن الزيارة الميدانية التي يقوم بها المهندسون إلى المزارع لأنها هامة جدا، من حيث التشخيص لبعض الحالات لا سيما المتعلقة بالآفات الزراعية وجمع العيينات وإجراء بعض التحاليل الميدانية الفورية، كما توجد بعض التطبيقات الهاتفية التي قد تساعدك نوعا في مراقبة محاصيلكم الزراعية مثل Plantix و تمكنك من معرفة الآفات الزراعية التي من المحتمل قد تصيبها ننصحك بتحميلها.
المحتوى مفيد وثري بالمعلومات في الميدان الفلاحي مزيدا من التألق في المقالات المقالات المقبله