التسميد الورقي، المعروف أيضًا بالتسميد بالرش، هو تقنية حديثة لتزويد النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية مباشرة من خلال الأوراق والسيقان، بدلاً من الاعتماد الكامل على الجذور. أثبتت الأبحاث أن العناصر الغذائية الممتصة عبر الأوراق تكون أكثر كفاءة وسرعة في تحقيق فوائد للنبات، خاصة عندما تكون ظروف التربة غير مواتية، مثل ارتفاع قلوية التربة أو ضعف توافر العناصر بسبب الفقد أو الغسيل.
التسميد الورقي بالعناصر الكبرى.
تعد العناصر الكبرى (النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، والكبريت) عناصر أساسية للنمو وتحتاجها النباتات بكميات كبيرة. يحصل النبات على العناصر الأساسية مثل الكربون والأكسجين والهيدروجين من الهواء والماء، بينما تأتي العناصر الكبرى الأخرى من التربة أو عبر التسميد. ويمكن أن يكون التسميد الورقي بالعناصر الكبرى مفيدًا في حالات مثل:
1. وجود مشاكل جذرية تمنع النبات من امتصاص العناصر المضافة إلى التربة.
2. نقص الأسمدة الأرضية، حيث يمكن تحقيق كفاءة أعلى عند استخدام كميات قليلة.
3. مراحل نمو معينة، مثل التزهير والعقد، حيث يحتاج النبات لمزيد من العناصر الغذائية التي قد يصعب امتصاصها من التربة.
4. التربة القلوية، إذ يميل تفاعل معظم الأراضي القلوية إلى تقليل توافر العناصر الكبرى والصغرى، مثل الفسفور.
التسميد الورقي بالعناصر الصغرى.
تعتبر العناصر الصغرى ضرورية لنمو النبات، لكنها تحتاج بكميات صغيرة. إلا أن زيادة كثافة الزراعة وزراعة الأصناف عالية الإنتاج أدى إلى استنزاف هذه العناصر في التربة، بالإضافة إلى التربة الجيرية والرملية الفقيرة في العناصر. هنا تتجلى أهمية التسميد الورقي كأفضل وسيلة لتوفير هذه العناصر، لأسباب تشمل:
1. التغلب على مشاكل نقص العناصر في التربة الناتجة عن استنزافها أو انقطاع طمي النيل.
2. سهولة توفير كميات صغيرة من العناصر الصغرى عبر التسميد الورقي مقارنة بالتسميد الأرضي.
3. التعامل مع الأراضي الفقيرة من العناصر الصغرى كالتربة الرملية.
فوائد التسميد الورقي :
يعد التسميد الورقي من أكثر الطرق فعالية لتزويد النباتات بالعناصر الغذائية، نظرًا للفوائد العديدة التي يقدمها، منها:
1. رفع كفاءة امتصاص العناصر: أظهرت الدراسات أن نسبة استفادة النباتات من النتروجين المضاف عبر التربة لا تتجاوز 60%، بينما تصل إلى 10-15% فقط للفسفور. أما عند استخدام التسميد الورقي، تزداد نسبة الاستفادة بشكل ملحوظ.
2. التغلب على مشاكل التربة: يحسن التسميد الورقي من كفاءة امتصاص العناصر، خاصة في التربة القلوية، التي يصعب فيها امتصاص العناصر الصغرى والفسفور.
3. سرعة امتصاص العناصر: يعد التسميد الورقي فعالًا في تزويد النبات بحاجاته الغذائية بشكل سريع، خاصة خلال مراحل النمو الحساسة مثل التزهير والعقد، حيث يقل امتصاص العناصر عبر الجذور.
4. توفير الأسمدة: يساعد التسميد الورقي في تقليل الكميات المطلوبة من الأسمدة مقارنة بالتسميد الأرضي، مما يوفر في التكلفة ويقلل من هدر الأسمدة.
5. تحسين نمو وإنتاج الثمار: تظهر النباتات استجابة سريعة عند تطبيق التسميد الورقي، مما يؤدي إلى تحسين النمو الخضري وزيادة الإنتاج.
نصائح وإرشادات عند استخدام التسميد الورقي
لتحقيق أقصى استفادة من التسميد الورقي، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها، تشمل:
1. وقت الرش: ينصح بإجراء الرش في الصباح الباكر أو بعد انخفاض درجات الحرارة.
2. حالة التربة: يفضل أن تكون التربة غير مروية حديثًا أو جافة جدًا.
3. اتجاه الرياح: يجب أن يكون الرش مع اتجاه الرياح، وتجنب الرش خلال المطر أو الرياح الشديدة.
4. نوعية المحلول: لضمان فعالية الرش، يجب استخدام محلول الرش في صورة رذاذ دقيق، وتجنب تجمع المحلول على سطح الورقة. يمكن إضافة مواد ناشرة أو استخدام الصابون السائل لتحسين الالتصاق.
5. التركيز على النموات الحديثة: يفضل رش الأسمدة الورقية على النموات الجديدة، والحرص على الوصول إلى السطح السفلي للأوراق لاحتوائه على نسبة أكبر من الثغور.
6. عدم خلط الأسمدة بالمبيدات: تجنب خلط الأسمدة الورقية مع المبيدات المختلفة لتفادي الأضرار على النبات.
مواعيد الرش الموصى بها لبعض المحاصيل :
البطاطس: مرتين؛ الأولى بعد 45 يومًا من الزراعة والثانية بعد 60 يومًا.
الطماطم: مرة في المشتل قبل التقليع بعشرة أيام، ثم بعد 30 يومًا من الشتل، يتبعها رش كل أسبوعين.
الفراولة: أربع رشات، الأولى بعد حوالي 45 يومًا من الزراعة، ثم كل 2-3 أسابيع.
الخيار: 3-4 رشات، الأولى قبل التزهير، وكل أسبوعين في الزراعة المحمية.
يعد التسميد الورقي من الوسائل الفعالة لتزويد النباتات بالعناصر الغذائية، خاصة في ظروف التربة غير الملائمة. بفضل توفيره للكميات المطلوبة بسرعة وكفاءة، يمكن للنباتات تحقيق نمو أفضل وإنتاج ثمار ذات جودة أعلى.