تُعد الفصة او كما تدعى عندنا في الجزائر الصفصفة (البرسيم الحجازي) من المحاصيل العلفية الهامة التي تُستخدم في تغذية الحيوانات، نظراً لقيمتها الغذائية العالية وقدرتها على تحسين خصوبة التربة. لتحقيق محصول ناجح من الفصة، يجب الاهتمام بجميع مراحل الزراعة بدءاً من تحضير التربة إلى متابعة النمو وطرق المعالجة. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الممارسات لكل مرحلة للحصول على إنتاجية عالية وفق خبرتنا في الميدان.
المرحلة الأولى: تحضير التربة :
قبل زراعة الفصة، من الضروري تحضير التربة بعناية لضمان بيئة ملائمة لنمو البذور. وتشمل خطوات التحضير ما يلي:
تحليل التربة: يوصى بإجراء تحليل للتربة لمعرفة مستوى الخصوبة والعناصر الغذائية المتوفرة. هذا التحليل يساعد في تحديد كميات الأسمدة المناسبة ونوعية المواد العضوية التي قد يحتاجها الحقل.
تجهيز التربة: يجب حراثة التربة بعمق جيد وتنعيمها لضمان تهوية كافية، بالإضافة إلى إزالة الأعشاب الضارة التي قد تنافس الفصة على العناصر الغذائية.
التسميد الأساسي: بناءً على نتائج تحليل التربة، يتم إضافة أسمدة أساسية تحتوي على الفوسفور والبوتاسيوم لدعم نمو الجذور وتعزيز صحة النباتات، كذلك يجب أيضا الإهتمام بالتسميد العضوي فهو هام جدا.
المرحلة الثانية: زراعة الفصة:
تبدأ عملية زراعة الفصة في شهر في بداية الخريف سبتمبر – أكتوبر أو فيفري ومارس حسب المنطقة، باختيار بذور عالية الجودة لضمان الحصول على نباتات قوية وإنتاجية جيدة. تشمل خطوات الزراعة ما يلي:
اختيار الصنف: اختيار الصنف المناسب للمنطقة المناخية يلعب دوراً كبيراً في نجاح الزراعة. حيث تختلف الأصناف في تحملها للجفاف والظروف البيئية المختلفة.
عمق الزراعة: يجب أن يتم زرع البذور بعمق يتراوح بين 1-2 سم، مع الاهتمام بمسافة مناسبة بين البذور لضمان نمو صحي وكثافة جيدة.
الري الأولي: بعد الزراعة، يفضل توفير ري خفيف وثابت لضمان إنبات البذور، ويجب الانتباه لعدم الإفراط في الري حتى لا تتعرض البذور للتعفن.
المرحلة الثالثة: متابعة النمو:
تعد المتابعة الميدانية للمحصول من أهم المراحل لضمان نمو الفصة بشكل صحي ومكافحة أي مشكلات قد تظهر. تشمل خطوات المتابعة ما يلي:
التسميد الدوري: يحتاج محصول الفصة إلى إضافة الأسمدة خلال مراحل نموه، خاصةً في مرحلة النمو الخضري. يمكن استخدام أسمدة نيتروجينية لتعزيز نمو الأوراق.
الري المنتظم: الري يلعب دوراً أساسياً في نمو الفصة، حيث تفضل الفصة الري المنتظم والمعتدل. يجب تجنب الري الزائد الذي قد يؤدي إلى تكون الفطريات في الجذور.
مراقبة الآفات والأمراض: من المهم مراقبة الحقل بشكل دوري لاكتشاف أي آفات أو أمراض قد تؤثر على الإنتاجية، مثل الدودة البيضاء التي تصيب الجذور.
المرحلة الرابعة: معالجة الأمراض والآفات:
إذا ظهرت أي علامات للإصابة بالآفات أو الأمراض، من الضروري التدخل السريع لمعالجة المشكلة. بعض الطرق المتبعة في المعالجة تشمل:
المكافحة الكيميائية: يمكن استخدام مبيدات حشرية مثل الدلتامترين لمكافحة الحشرات القارضة. يجب استخدام هذه المبيدات بحذر واتباع الإرشادات لتجنب الأضرار البيئية.
الإدارة المتكاملة للآفات: يُفضل دائماً استخدام طرق بيئية ومستدامة لمكافحة الآفات، مثل الاعتماد على المكافحة الحيوية والتقنيات العضوية، لتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية.
يعد الاهتمام بكل مرحلة من مراحل زراعة الفصة من تحضير التربة إلى متابعة النمو ومعالجة الآفات، من العوامل الحاسمة للحصول على إنتاجية عالية. تقدم المتابعة الميدانية المستمرة للحقل فرصة للتدخل في الوقت المناسب وضمان محصول جيد يلبي احتياجات العلف بشكل فعال.